سافرت الى البادية طيلة يومين،دون مشاهداتك خلال هذين اليومين في شكل يومية

في يوم ربيعيّ جميل حيث الشمس الباهتة في كبد السماء  أحيانا تشرق وأخرى تحتجب خلف السحب العابرة , قرر أبي أخذنا في رحلة الى البادية مدة يومين كي نرفّه عن أنفسنا , فحزمنا أشياءنا واستعددنا للسفر . وحين وصولنا للبادية استقبلتنا كثبان رملية راعه وكأنها جبال من الذهب اللامع تحت أشعة الشمس. ورحنا نجري فوقها أنا وأخوتي ونلعب بالرملي فنرميه عاليا غير مكترثين لاتساخنا به ...أما أبي وابي فقد هرعا الى وضع الخيمة التي سنتقي تحتها من حر الشمس فهي عند الظهيرة تصبح لا تطاق ليست كشمس المدينة حيث تحجبنا عنها البنيان العالية والاسوار والبيوت . وبعد ان اتمّ والديّ وضع الخيمة جرينا للجلوس تحتها واخرجنا اشياءنا من شواية للحم والحطب للشواء وقطع اللحم اللذيذة وحقا شويا سوية على النار بعض قطع اللم وأكلناها مع تبادل اطراف الحديث والضحك سويا لم نشعر بالوقت كيف مضى الى ان جاء المساء فأخذنا الكرة لنلعب بها كلنا حيث انقسمنا لفريقين وتسلينا كثيرا الى أن جاء وقت الغروب, وهنا رأيت أجمل منظر في حياتي ... سمعت كثيرا عن جمال غروب الشمس في الصحراء ولكنني لم اكن اعرف انه الى هذه الغاية في الجمال حيث رأيت نصف قرص أصفر لامع مغلف بألوان بديعة حوله برتقالي وأحمر وأصفر كان جميلا للغاية  حيث انه كان كالسحر يختفي شيئا فشيئا في الأفق وراء كثبان البادية الذهبية وكان هناك مغناطيسا يجذبه الى الأسفل وما ان مرت لحظات حتى اختفى تماما كالحلم الجميل كان .. وبدأ الليل يسدل رداءه الأسود فرحنا نشعل الحطب وأشعلنا نارا  كبيرة والتففنا حولها نتسامر ونحكي اجمل القصص واحلى الحكايات ... حقا زيارتي للصحراء كانت اجمل الحكايات في حياتي